جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
23767 مشاهدة
الأحاديث الواردة في فضل التوحيد

فأهم شيء: توحيد الله تعالى قد رتب الله عليه الأجر الكبير.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ شهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حَقٌّ، والنار حَقٌّ؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل هكذا أخبر صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن مَنْ أتى بالشهادتين استلزم أنه يعبد الله، واستلزم أنه يَتَّبِعُ النبي صلى الله عليه وسلم، واستلزم أنه يتبرأ من النصارى وأقوالهم في عيسى وكذلك مَنِ اعترف بالجنة استلزم أنه يطلبها، ويحرص على العمل لها، ومن اعترف بأن النار حَقٌّ لزم أنه يبتعد عنها، ويترك الأعمال التي تُوقِعُ فيها؛ فيكون بذلك مؤمنا حَقًّا، فيستحق ما رتب الله عليه من هذا الثواب العظيم.
وكذلك في حديث آخر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله؛ فَبَشِّرْهُ بالجنة ذلك لأن من شهد الشهادتين؛ اتبعهما، فَمَنْ شهد أن الله هو الإله الحق؛ فلا بد أنه يَعْبُدُه، وأنه يُوَحِّدُهُ، ويُخْلِصُ له، ويَصْرِفُ جميع أنواع العبادة له وحده، وكذلك مَنْ شَهِدَ أن محمدا مُرْسَلٌ من ربه؛ فلا بد أنه يصدقه، وأنه يتبعه، وأنه يطيعه ويسترشد بإرشاداته، ويقتدي به، ويجعله أسوه وقدوة، فيكون بذلك عاملا بما أُمِرَ به، تاركا لما نُهِيَ عنه؛ فيكون ممن استحق بإذن الله وبفضله الجنةَ، والنجاةَ من النار.
دليل ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله حَرَّمَ على النار مَنْ قال: لا إله إلا الله -يبتغي بذلك وجه الله يعني: مُخْلِصًا دينه لله، أن الله تعالى يُنَجِّيه من العذاب، ويجعله من أهل الثواب، هذا وَعْدٌ من الله تعالى.